الكاتب : خالد الهداجي
كتب عنه الشاعر وليد التليلي
"مجرّدُ رائحةٍ لا غير": هذا هو عنوان الدّيوان الذي أهداني إيّاه صديقي خالد الهدّاجي قبل عامٍ تقريبا/ وعدته حينها بأنّني سأكتب مقالا عن الكتاب/ لكنّني لم أفعل.
صديقي خالد: كتابكَ صار الأكثر قذارة من بين كلّ الكتب في العالم/ قرأته أوّل مرّة حين كنت أتناول فطور الصّباح فوقعت بقعة زيت كبيرة على قصيدة "النّائم في ركنه" في الصّفحة 107 ثمّ تسرّبت إلى أربع أوراق أخرى/ وقرأته مرّة ثانية حين كنتُ أدهن الشّبابيك والأبواب فتركت بصمة إبهامي على الصّفحة الأخيرة لأنّني فتحته بالمقلوب دون أن أنتبه/ هناك بقعة مرق أخرى وجدتها على الصّفحة الأخيرة من التّقديم لا أعرف من أين أتت ولطخة حبر بشعة تركها ابن عمّي الصّغير على الصّفحة 39 وهي نفس الصّفحة التي أحرقتها أنا بجمرة السّيجارة/ الغلاف أيضًا تمزّق وذبلت ألوانه بسبب الإهمال والغبار وسوء التّخزين/ لا تستغرب يا صديقي، أنا لا أملك مكتبة لذلك أخزن كتبي في أكياس العلف.
كما ترى يا خالد: أنا لم أستطع حتّى الحفاظ على كتابك/ وفوق ذلك لم أكتب عنه شيئًا.
أنا أكره النقّاد كما تعرف يا صديقي وأقرف كثيرًا من كتاباتهم السّخيفة/ لقد خفت حقّا أن أصيرَ واحدًا منهم إن أنا كتبت، فالنّقاد يا صاحبي لا يستمتعون بقراءة الشّعر
ولا هم يحبّون الشّعراء أيضًا.
ربّما تكونُ الآن قد نسيتَ ما وعدتك به/ لكنّني لم أنسَ يا خالد
وعوض ذلك المقال، سأهديك كلّ "الجامات" التي سيجنيها هذا الإعتراف.