نبيهة العيسي : الكاتب
تبدأ الحكاية عندما تنسى زهرة ملفا مهما في سيارة الأجرة التي تقلها الي مكان ما. ولكن سائق السيارة، جمال، كان قد عزم على ارجاعه اليها بعد الاطلاع عليه. ومن لحظة اللقاء تلك، يبدأ عالم نبيهة العيسي بنسج خيوطه حول القارئ. تُقحمك الراوية في حيلتها الكبرى منذ الصفحة الأولى، وتشدك الى سردها بالتراسل المسترسل بين جمال وزهرة فتُغوص بك عميقا داخل قلبيهما. وتريك مجددا كيف يمكن للحب أن ينشأ. وكيف للنفس أن تغتر. كيف للحقد أن يكبر وكيف للحلم أن يندثر. تستدعيك هذه الرواية للعيش داخل العوالم الشخصية الحميمة لشخصياتها. حتى كأن روحك تحل في أرواحهم. ولذلك قد تشعر في لحظات كثيرة بالتعب الذي يصيب الشخصية وبالهوس الذي يسكنها. كالرمال المتحركة، تبتلعك هذه الرواية كلما تقدمت فيها، ولكنك تكتشف فجأة بأنك لم تحسن استقراء حيل النص. وأن نهاياتها ما تزال مشرعة على ممكنات مختلفة