الكاتب : فاطمة بن محمود
مرّة أخرى وبعد رواية الملائكة لا تطير تقتحم فاطمة بن محمود بكلّ جسارة وكر الدّبابير و تتحدّث عن حالة المجتمع التّونسي في زمن هيمن فيه الإسلام السّياسي على الدّولة بتأويل خاطىء للدّين فخلخل هذا التّأويل الشّخصيّة التّونسيّة وأربك المجتمع ككل. زمن الغبار شهادة إبداعية أخرى على العصر تطرح أسئلة عديدة و تواجه القضايا الزائفة التي اختلقها المتكلّمون باسم الإسلام كاشفة عن الوجه الحقيقي لهؤلاء القادمين من غبار التاريخ.تعدّد المؤلفة في هذه الرواية ضحايا هذا التفكير المتعصّب و هم الشّباب و عائلاتهم و الدّولة ومسار التّاريخ وحتّى اللّغة.السّاردة نفسها ضحيّة فهي تقصّ ما شهدته وشاهدته من ويلات الحرب و الإغتصاب و التّعذيب. الشّخصية الرئيسية في زمن الغبار هي الذّاكرة فهي التي تعيش صراعا مع الزّمن و تحاول أن تواجه الغبار الذي علق بالمجتمع و أفسد الحقيقة التّاريخيّة وتحث القارىء على التفكير و إمعان النظر فيما جرى قصد تحديد المسافة الفاصلة بين الحقيقة و الوهم وبين الواقع و الخيال وبين العقل و الجنون.