الكاتب : يوسف رزوقة
رواية تروي سيرة ترشيش [ تسمية قديمة للبلاد التونسية ] في شتى مراحلها ومتغيراتها وخصوصا، في ظل عشرية حكم يحكمها التأزم وانسداد الآفاق والحلول.. من هنا، استدعى المؤلف شخوصا تمرحلت مع شتى الأوضاع، مدار الرواية، بدءا بالبطل المعضل الشاذلي حمباز، الملاكم الذي عاد من الهجرة ثريا وبمجرد التفكير في الترشح للانتخابات الرئاسية، حيكت له تهم أفضت به إلى سجن لم يغادره، عقب الثورة، إلا مبتور الساقين ليعيش بقية حياته في كرسي متحرك مع أسراب الحمام.. مع الشاذلي حمباز، وهو ما بعد الثورة، تسلط أضواء عبر شخوص فاعلة أو مفعول بها على مجمل المتغيرات في شتى المجالات اجتماعيا، اقتصاديا، سياسيا فضلا عن الوباء الداهم ومن صلب الشاذلي حمباز تطلع في سياق لا متوقع حذام، التي ستتوج بالانتخاب رئيسة جمهورية ترشيش الجديدة. استدعى المؤلف لهذه الرواية الفراهيدي، فرهود الخليل، مؤلف "العين" الشهير وضابط الإيقاع، إيقاع المدينة.. استدعاه كي يزن الحياة بكل تلويناتها، حركاتها، سكناتها والطارئ المختل فيها.. استدعى المؤلف الفراهيدي ليحل في تلافيف الرواية ضابطا لإيقاعات ترشيش في شتى مراحلها وحقولها وشخصياتها.. عبر تذويب البحور الخليلية في النسيج السردي تناغمأ مع سائر إيقاعات ترشيش الجديدة.