د. امبارك حامدي : الكاتب
وبالرغم من وعيينا بجزئية تحديث الخطاب الديني نسبة الى التحديث الشامل، فاننا قد اخترنا هذه الزاوية المحددة والمحدودة وايمانا منا بأهميتها. فلا تقدّم ولا تطّور دون تفكيك الذاكرة الحضارية والثقافية، وفي القلب منها أشكال التديّن وما يرتبط بها من أفكار وتصورات وتمثلات ما تزال تفرز يوميا العوائق والعراقيل في وجه ارادة التغيير والتطوير. وهو ما جعل الاسلام يتحول بمرور الزمن من دين "الثورة الدائمة" الى دين متكلس محافظ، ومن دين للآتي وللمستقبل المفتوح على كل الممكنات الى دين "متأسلف" ملتفت دوما الى الماضي يقدس شخوصه وأحداثه وأفكاره، ومن دين يدعو الى التحضر ويعتبر البداوة ردة وكبيرة من الكبائر، الى دين منشد بقوة الى البداوة برموزها وأفكارها وعوالمها وبُناها وعلاقاتها.