الكاتب : د.ذكرى بن صالح
لم تتمكّن الروّاية من افتكاك موطئ قدم لها على خارطة الأدب الرّسميّ المعترف به, إلاّ بعد مرورها برحلة شاقّة ومسار وعث, إذ إنّها لم تظهر جنسا أدبيّا ناجزا مكتمل الخلق وتامّ النضّوج, بل عرفت خلال تاريخها, طفرات عديدة وتحوّلات مستمرّة. ويبدو أن نقدة الأدب القصصيّ, رغم ما بذلوه من جليل الجهود لأجل تقديم تعريف جامع مانع لها, فإنّ جهودهم تلك, تظلّ قاصرة عن الإحاطة الشّاملة بهذا الجنس الذي لا يفتأ يتجدّد ويطوّر من أشكاله وأساليبه ومضامينه. وفي نطاق سعينا إلى مواصلة جهود من سبقنا من اهل النّظر من جهة, ورغبتنا في دعم مشروعنا البحثيّ الذي نذرناه اساسا لتقصّي طرائق اشتغال الخطاب الرّوائيّ من جهة أخرى, نقيم هذا البحث الذي اخترنا وسمه ’’إنشائية التّعدّد في الخطاب الرّوائيّ من خلال نماذج من الرّواية المغاربيّة’’,هادفين بإنجازه إلى مزيق التعمّق في فهم مختلف القوانين والآليّات المتحكمة في بناء هذا الجنس الادبيّ الذي استطاع الاستحواذ على الاهتمام إنشاء وتلقّيا وتنظيرا.